رسالتي إلى أمير المقاومين في فلسطين: لطفي الياسيني حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوجه إليكم سيدي بكلمات متعثرة وعبارات مشفقة, ملتمسا عفوكم , مترجيا صفحكم لما قد يرى – ظنا- إهمال وما هو بذلك. أو تقصير وما هو بمقصود , يحجب واجب الرد على جميل إهدائكم ومقابلته بالشكر في ضوء أدبيات المسلم والثابت من قواعده أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله خير الشاكرين.
إنه لعلمكم سيدي الغالي أن الحظ لم يسعف بالاطلاع عليه في وقته المسطور وطيه المنشور. لقد أتت علي من صروف الزمن وأحداثه ما صرف وجهتي عن صفحات المواقع لشهور عدة. إلى أن شاء الله في يوم أراده ولحظة باركها سبحانه فوقع ما وقع وحصل الاطلاع بالصدفة والفجأة.
تدبرت قريظكم الفوري والمرتجل وراجعت وجهته مرة تلو مرة. وددت عند كل كرة أن لا أكون نفس الشخص المصدر إليه هذا الزخم من عبارات الشكر التي لا أستحقها والتي لم يكن لها من مسوغ إلا ما دلت عليه آثاركم الناصعة المتوسمة للخير وإحسان الظن بالإنسان. وهي التي خلدت ذكركم عند من وفقه الله إلى معرفته بكم أو تنعم عليه بطلعة محياكم أو شرح صدره اعتزازا برسالتكم في أحياء فريضة المقاومة فى هذا الزمان ؛ تجزون حلوق الصهاينة الغاصبين بسكين الكلمة الحاد. فلا عجب أن يختلف الناس إليكم وأنتم أهل الثغر, فإن الله تعالى يقول: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ". فَجَعَلَ لِمَنْ جَاهَدَ فِيهِ هِدَايَةَ جَمِيعِ سُبُلِهِ تَعَالَى ؛ وَلِهَذَا قَالَ الْإِمَامَانِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُمَا : إذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي شَيْءٍ فَانْظُرُوا مَاذَا عَلَيْهِ أَهْلُ الثَّغْرُ فَإِنَّ الْحَقَّ مَعَهُمْ . وَما صبركم على بأس العدو ووحشيته إلا جِهَادِ يعكس حَقِيقَةُ زُّهْدِكم فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا, لا ينطوي ولا ينزاح.
وردي وإنه لرد متواضع, أن أزف إلى أنبل الشعراء وأصدق المقاومين, ترحيب تطوان بما حملت, واهتزت وربت, وبما أنتجت وأبدعت. تطوان المعلمة والتاريخ تشرح لكم صدرها. تفترش لموطئكم ترابها عطر الزهر والياسمين. تصدح حلوق الموهوبين شعرا ونثرا في الميادين . تنثر فوق هامتكم صنوف ورد البساتين . ولآنكم فلسطين وتطوان الذاكرة فالذي دون ذلك لا ينبؤك به إلا خبير.
أعدكم سيدي أن أنقل مشاعر حبكم وشوقكم لتطوان إلى أهالي تطوان. فتقبل منهم على لساني وبالنيابة أصدق عبارات التجلة والافتخار وعظيم الإكبار وواسع الاعتبار. وإنما يوفي الصابرون أمثالكم أجرهم بلا حساب . رجال صدقوا الله ما عاهدوه عليه وما بدلوا تبديلا. بارك الله في عمركم ونفع بكم البلاد والعباد . آمين وصل اللهم على الهادي إلى الحق المبين الرحمة المهداة للعالمين سيدنا وحبيبنا محمد وسلم تسليما كثيرا.
تلميذكم : عبد المالك المفضل علي المؤذن الحسني
حرر بالرباط في: ثاني رجب الحرام 1436 للهجرة الموافق ل21 أبريل 2015م
توقيع عبد المالك المؤذن