كيفَ تأتي القصيدة.. وقصائد أخرى / للاستاذ الشاعر د. تركي عامر - حرفيش
(١)
قُلْتُ: إنّي كَثيرًا خَجُولْ،
غيرَ أنِّيَ لسْتُ مَلاكْ.
نَهَرَتْني بصَوْتٍ عَجُولْ:
لسْتُ أعرفُ ماذا يَحُولْ،
بينَ هٰذا وَذاكْ.
قُلْتُ: سَيّدَتي،
لسْتُ أعرفُ ماذا أقولْ.
حالةُ الطّقسُ بَرْدٌ هُنا وهُناكْ.
(٢)
لا تسمحْ للجلّادْ..
أنْ يمسحَ وجهَ قتيلٍ،
في عيدِ الميلادْ!
(٣)
تُسائِلُ باحثةٌ لا أراها تَراني:
تُرَى، كيفَ تأتي القصيدَةْ؟
أرُدُّ: كما الطَّلْقُ تأتي شَديدَةْ،
تُطِلُّ ولا تطلبُ الصَّفْحَ عنْ
تعبِ الحمْلِ. تنزلُ فورًا سَعيدةْ،
إلى شارعٍ لا يراها جَديدَةْ.
(٤)
برعايةِ قهوتِنا وبقلبٍ ملهوفْ،
تابعْتُ عناوينَ الأخبارْ.
لا شيءَ جديدًا. باتَ المشهدُ مألوفْ:
موتٌ ودمارْ.
حربٌ لا تهدأُ، لا تضعُ الأوزارْ.
والطّقسُ يراوغُنا ببراعةِ دجّالٍ.
أمّا قُدْسُ الدّولارْ،
فبأحسنِ حالٍ منذُ نشوبِ النّارْ.
(٥)
أنتِ دائرةٌ وأنا الحلُّ. إنِّي
كَفَفْتُ عنِ اللّهْوِ معْ حاضراتِ المكانِ
ومُسْتَحْضَراتِ الزّمانْ.
وتركْتُ لكِ الحَبْلَ طَوْعًا،
على غاربِ الزّعفرانْ.
كانَ يمكنُ أنْ أكتبَ البيلسانَ أو الخيزرانْ.
ليسَ ثمّة فرقٌ.
هيَ "الآنُ" تُدْحَشُ في كلِّ آنْ،
لا حقوقَ هنا أوْ هناكَ لأيِّ مكانْ.
فالحقوقُ لِما سوفَ يبقى على
رأسِ هٰذا اللّسانِ ويبقى لسانَ الزّمانْ.
أنتِ دائرةٌ. لا تكفِّي،
عنِ اللّفِّ والدّوَرانْ!
(٦)
عَلَّقُوا صَخْرَةً.
عَيَّنُوا الرِّيحَ في بابِها حارِسَةْ.
غَرَسُوا شَجْرَةً.
أقْفَلُوا السِّجْنَ وَافْتَتَحُوا مَدْرَسَةْ.
صَنَّفُوا فِهْرَسًا. عَلَّمُوا كُلَّ شَيْءٍ
سِوَى سَيْكُلُوجِيَّةِ العَدَسَةْ.
(٧)
فقطْ حيثُ أنتَ تراكَ صغيرَا،
ستصبحُ يومًا كبيرَا.
♡
تركي عامر
ديسمبر ٢٠١٣ - ديسمبر ٢٠١٩