ابتسامة الشتاء الحائرة . مقال د/منى فتحى حامد حقآ هي ابتسامة ضآلة طريق الصدق و النور و الهداية .. كيف و متى تم لي هذا ؟ أندهش من قصر تلك الفترة الزمنية ،التي أصابت نبضي و مشاعري ، بسبب التطرق إلى معرفة بعض النماذج البشرية ،لا تتعدى عدد الأنامل الجسدية . تتنوع غرائزهم و مشاعرهم و عاداتهم ما بين حب و اخلاص و وفاء و حقد و خداع و ضغينة، وشتى أمور هوائية نرجسية . سألت نفسي : هل العيب بالحياة أم فيهم أم بداخلي وحدي ، لكني بكيٌت و انهرت من شدة القسوة و تصديق الوهم ، و التصفيق خلف جدران من إلكترون أو ورق . أصحابها يرسمون على وجوههم البراءة و التحلي بروح التفاؤل و الأمل ،ليس الجميع ، بل المعظم منهم و الأغلب . فمددتُ يدي ، و حطمت كل تلك النوافذ الحاجبة عن عيني الرؤية ، واأسفاه ... لملمت فراغ من ابتسامات ضالة ، ما منها خالدا بالواقع ،بل كلها ساكنة بالذاكرة .. منهم من يهتم بذاته فقط ، و منهم من يساوم بين القلم و العشق ، و منهم المختال فرعون الأصل ، و منهم المختال السارق في صمت....الخ فكيف أتغلب و أستفيق من وهمي هذا ؟ و قد رافقت مضجعي بالغم و الكرب ، فأصابت ملامحي الوهن و الشجن ، باكية على الدوام ، اريد الرحيل عن عالم البشر ... هل أصدق السراب و الخداع و التعايش معهم ، أم بالانفراد كعادتي دون الإلتفات للا أهمية . ارحل عن كل حزن و انبهار بدنيا الجاذبية . اترك مسيرتي الدنيوية من أدب و ثقافة و ابداع ،رهينة لأي بشر له سمات التحكم و السيطرة و التملك لذاتي و نثرياتي .. حقا حائرة بل محطمة لذلك كان القرار بالصبر و التميز و الارتقاء و الحمد طوال الوقت .. بجانب التواصل المستمر مع الواقع بوسائل أشمل و أعم ، بالتواجد الفعال الهادف البناء المستمر ، اعلامي و صحافي و ثقافي بمختلف الميادين الإنسانية و المجتمعية ، و الابتعاد بعدآ تامآ عن من لا يهتم بمساعدة الآخرين من أيتام و فقراء و كبار السن و ذوي الهمم . فهذه السعادة الحقيقية للقلب ، عشق الخير و مراعاة الغير ... بتلك الأمور أرتشف ترياق معافاتي من آهات الزمن و الدمع و مذاق العالم و المُرْ .. بل أتحدى اليأس و من جديد أقف و ابتسم .. هكذا أعود للحياة من جديد ..