وطني الحزين / د. زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
___________________البحر: الكامل
أهفو إلى القمر الَّذي لم يطلعِ___ في صدرِ مُنكسرٍ جثا بالأربعِ
من هولِ سكينٍ تمزِّقُ أضلعاً ___ بينَ الحشايا والفؤادِ المفجَعِ
هل هانَ شعبٌ وانطوت آمالُهُ ___حتَّى نطبِّعَ مع عدوٍّ مُقذِعِ؟!
من ذا يُساوي بالحبيبِ عدوَّهُ ___ بتنازلٍ عن قدسِهِ المتلوِّعِ
ها نحنُ في زمن الرُّويبضةِ الَّتي___ذكرَالرَّسولُ حلولها في المربعِ
زمنٌ تقادمَ والجراحُ صديدُها ___ما زالَ يزكمُ كُلّ أنفٍ مُشرَعِ
................
هل بالتَّنازلِ عن حقوقٍ نرتقي ___ ونعيشُ في دعةٍ بغيرِ تصدُّعِ؟!
من جاهلٍ بدأ التَّبرُّمَ فانثنى ___ يُحصي مثالِبَ للَّذي لم يُصرعِ
لم يقرأ التَّاريخَ عندَ تصفُّحٍ ___ لمجازر الأعداءِ عندَ مُروَّعِ
تلكَ العروشُ كريشةٍ تلهو بها ___ من قوّةٍ أُمَمٌ تكيدُ لمترَعِ
فالمالُ يُغري ماكراً مُتربِّصاً ___للسَّلبِ من جوفٍ لمن لم يسمعِ
أنَّ التّفرُّقَ راقَ كُلَّ لَجاجَةٍ___ في وصلِ من جنحوا لخصمٍ مُخضع
.................
قد جُرَّ للمالِ المُكدَّسِ حاصبٌ ___ يهوى التَّلاعُبَ بالَّذي لم يسطعِ
حصدَ الَّذي يرجوهُ مِن مُتخلِّفٍ ___ يهوي ولا خطوٌ يعودُ بمسرِعِ
يا واهماً أنَّ الحياةَ رخيصةٌ ___ في حقِّ من شَرَقوا بكلِّ مُطبِّعِ
لا للنِّقاشِ بحقِّ مَن قُتِلوا ومن___ قد شُرِّدوا والسَّلبُ سالَ بأدمُعِ
ها نحنُ نسمعُ كُلَّ يومٍ سرقَةً ___ للأرضِ من شعبٍ يشوحُ بأذرعِ
والرَّفضُ منهُ لكلِّ غصبٍ جائرٍ ___في حقِّ أشجارٍ هوت من مُقلِعِ
..................
كالسَّحقُ والحرقِ الَّذي يحلو لمن ___غصبَ الدِّيارَ ودكُّها لم يُرفعِ
طردٌ بلا ذنبٍ وما من بائعٍ ___ لديارِهِ والغصبُ كانَ بمفزِع
نفيٌ وسجنٌ بعدَ كُلِّ جريمةٍ ___ تُنهي حياةً للَّذي لم يصدَعِ
يا أُمَّةً ترنو لكلِّ جريمةٍ ___ بتهاونٍ وكأنَّها لم تصرعِ
تلكَ المجازرُ أُنسيَت من عقلِهِا___ دامَ التَّقادُمُ والجوى لم ينفعِ
صلَّت على خيرِ البريَّةِ واكتوت ___ من كُلِّ من جاءوا بما لم يُشرعِ
..................
الأحد 24 رمضان 1441 ه
17 مايو 2020 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام