التـطـبـيـع الـمُـذِل
إن نسيان طعنات الأعراب بظهورنا هي خيانة لكل العذابات التي أوجعتنا
( كي لا ننسى الجرح )
أرْخـى لـهـم وَهْـمُ الـغُـرور عَـنانـا وهُـمُ الأذِلَّـــةُ أُسْــرِجَـتْ ركـبـانـــا
وبَـدَتْ مَـمَـالِـكُهُـمْ وهَـارَ مَضَارِبٍ كالسوس تَـنْـخُـرُ أرضنـا و ســمانا
ألْـقَـتْـهُـمُ الصحراءُ مِـنْ أرحـامهــا بـأَجـِنـــَّةٍ مـن خـســـة خـُذلانــــــا
وسَــقَـتْهُمُ كأسَ الـفُجُـورِ فكـيـف لا يـغــدون فـيـمـا بـيـنـنـا زُعْــرانــا
حَـطَّـت بـهـم شِــيَـمُ الـنـفـوس تـذلــلاً فــــإذا بـهــم قـد أدْمَـنُـــوا الإذعــانـــا
يَـتَسَـاوقـونَ إلى الـعِــدى بِـمَـهَـــاويِ الـتـطـبـيـع مَعْ مَـنْ أسْـرَفـوا عـدوانــا
خَـذَلـوا فِـلِـسْـطـيـنـاً و باعـوا قدسـهـا كي تُـسْـتَـدامَ عُـرُوشُــهُـمْ سُــلـطـانــا
باعـوا قـضايـانـا بـزيف مزاعــــم صـَمـَّت بـدعـواهــا بـنـا الآذانـــــا
إنـي أرى الأوطـان فـوق حـيـاتـنا من خـانهـا حَـرُمـَتْ عـليه مكانــــا
والـحــر إن حــاق الأذى بـبـــلاده يـُرخـص لها الغالـي ولا يـتوانــى
أنا لست أشـــفق أن أراهم تـُبـِّعـــاً خـُلـِق الـحـمـيـر لـتخـدم الركـبانــا
لم يـُبـدل الأمـْرِيْكِيْ مـهـنـةَ جَـــدِّهِ يـومـاً ، وطـبعُ الـمرءِ ما قـد بانـــا
أضحت مراعـِيـَه الخليجُ و شــطه واسـتـُبـْدِلـَتْ أبـقــاره عـُرْبانــــــــا
فضروعها بالنفط تجـري إنـمـــــا أنـِفـَت وحـوشٌ لحمَـهَـا إنـتانــــــــا
يا ويحهم و الـنـفـط نـبـع رمـالـهـم و جـَنــَاه يـُوهَـبُ ذِلـــَّةً لعدانـــــــا
وهنت بـهـم روح الحمية فانـبـروا لـحـُماتهم طَـوْعَ العـبـيـد هــوانــــا
إن كان أعـراب الـجـزيـرة أفلحوا لـمـَّا أفـاضــوا الأصـفــرَ الـرنانــا
يـأتـي لهـم قـســم الـكـرام بـربهـم أن يُـســـتـعـاد بـهــــاءه أقـصـانــا
والـمسـجـدُ الأقصى يعودُ كعـهـده عـَمـَدُ الســماء ترسـَخـت أركانــــا