منتدى شاعر فلسطين الحاج لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شاعر فلسطين الحاج لطفي الياسيني

فلسطيني ولن ارحل.. ولو ذبحوني بالمقصل
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في المدرسة المرشدة! / د. فيصل الخطيب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 1556
تاريخ التسجيل : 26/03/2012
العمر : 101
الموقع : http://lutfiyassini.palestinefreedom.net

في المدرسة المرشدة! / د. فيصل الخطيب Empty
مُساهمةموضوع: في المدرسة المرشدة! / د. فيصل الخطيب   في المدرسة المرشدة! / د. فيصل الخطيب Icon_minitimeالأربعاء أبريل 27, 2022 6:27 pm

في المدرسة المرشدة!
قضيت يومين مع ابن عمّي سليمان لم أعمل فيهما شيئا سوى الراحة والاستجمام، وفي اليوم الثالث ودّعته وأخذت سيارة تاكسي عمومي الى محطة القطار ولكن قطار الصباح كان قد فاتني، فاضطررت الى الأنتظار في المحطّة وركبت قطار المساء الّذي يصل الى العاصمة في الساعة الرابعة صباحا، وبعد وصولي توجّهت الى المسجد الكبير وصليّت الفجر مع الجماعة ثمّ جلست ثلاث او اربع ساعات في حجرة عابري السبيل، وبعد الساعة الثامنة بقليل جاء المُحسن الّذي كان عليه الدور في تقديم طعام الفطور لعابري السبيل أمثالي، وكان معي في الغرفة ستة اشخاص فتناولنا الخفاف وهي نوع من الزلابية وقدّموا لنا التمر مع الحليب والتاي (الأخضر) الّمليء بالكافيين فهو يكفي لتنبيه الفيل من نومه، ثمّ حصل شيء طريف، فأنّ بعض العاملين في المسجد تجمّعوا وأخذنا نتبادل الحديث معهم ثمّ أنّ احدهم سألني :ياخويا أنت حضرتك من وين؟ فقلت له انني من بيت المقدس، فرحّب بي كثيرا هو وجميع الموجودين ثم قال لي : انتم يا أهل بيت المقدس ناس أهل بركة، فقد مرّمن هنا شخصان من بيت المقدس قبل ثلاث سنوات، وكانت المضافة مكتظةٌ بعابري السبيل وخفنا ان ينقص عليهم الطعام، ولكن الله طرح البركة في الطعام وشبع الجميع وزاد الكثير ببركة بيت المقدس!
فشكرتهم على هذا الأحترام لأهل القدس وأخبرتهم أنني كنت واحدا من ذائك الأثنين يومها وأنني رجعت من غرب افريقيا مؤخرا لألتحق بوظيفة معلّم، فتمنوا لي التوفيق، ثمّ حملت حوائجي وأخذت تاكسي الى صديقنا (بومحيسن) وهو صاحب معرض للموبيليا والأثاث من جميع الأنواع، وعندما وصلت ودخلت المتجر فتح عينيه مندهشا فقد عرفني فورا وسلّم عليّ بالأحضان، ثم أقبل يسألني الكثير من الأسئلة وكنت لا أزال متعبا من السهر طول الليل في القطارودربكة القطار، ولاحظ بومحيسن ذلك فسألني ان كنت أحبّ ان أنام قليلا، وكان عنده سريرٌ كبير معروض في الواجهة على الشارع، فعرض عليّ أن أنام فيه، ولم أعارض لأنني كنت أغالب النعاس ففتح السرير وخلعت حذائي ورقدت بملابسي في السرير المعروض للبيع في واجهة المعرض، (وهذا حصل معي ولست أمزح)!
ولاحظت أنّ المارّة ينظرون الى السرير فيجدون رجلا نائما فيه، فأولُ رد فعل يكون تعبير المفاجأة، ثمّ لا يلبثوأ أن يكملوا طريقهم وهم يضحكون، ولكنّي لم أعبأ بذلك ونمت حوالي ساعة كنت بأشد الحاجة أليها، وحين تنبّهت سألت بومحيسن أن كان بوسعه الأتصال بصديقنا أحمد غورو ليخبره بوجودي، فاتّصل به وأعطاني الهاتف فكلّمته بنفسي فجاء فورا وفرح برؤيتي وطبعا سأل عن ابي الفهد فأخبرته بما حصل وبأنّي جئت بأسرع ما يمكن لأحصل على وظيفة معلّم، وكان غورو عضوا في جمعيّةٍ تملك مدرسة ابتدائيّة خاصة اسمها المدرسة المرشدة، لا تغلق ابوابها أبدا صيفا أو شتاء لأنّ فيها قسما للتعليم في عطلة الصيف وكانت تقع في حيّ بلكور وهو من الأحياء الراقية في العاصمة الجزائريّة، وحين كنّا أنا وفهمي في الجزائر كانت جميع المناصب مشغولةٌ في تلك المدرسة، فلم يستطع أحمد غورو أن يجد لنا وظيفة فيها، أمّا الآن فقد شغر فيها منصبٌ بسبب استقالة أحد المعلّمين، فعرض عليّ أن أملأ ذلك المنصب وكان المعاش الشهري نفس المبلغ الّذي تدفعه الدولة للمعلّمين في المدارس الحكوميّة وهو ألف دينار جزائري يعني 70 دينارا أردنيا وكان هذا المبلغ وقتها معاش وزير في الأردن، وكان هناك ميّزة هامّة جدّا أذا عملت في تلك المدرسة لأنّ فيها غرفة واسعة ومفروشة أستطيع ان أقيم بدون أجرة ولا دفعات شهريّة للكهرباء أو الماء طيلة مدّة عملي في تلك المدرسة، فقبلت الوظيفة مبدئيّا وأخذني أحمد غورو في سيّارته فورا الى المدرسة وأنزلت حوائجي في الغرفة المخصصة لي، وكانت المدرسة أصغر مما تصوّرت، فهي عبارة عن طابقين الأوّل فيه غرفتي وحمام ومرحاض، وفي غرفتي سرير صغير ومائدة طعام وكراسي سفرة وكنبة كبيرة للجلوس وفي الزاوية طاولة عليها أدوات الطبخ (البريموس الذي يعمل على الكاز) وبضع أوعية للطبخ وللشاي الخ.. وخارج غرفتي كانت الساحة الّتي يلعب فيها الأولاد في وقت الاستراحة، وفي زاويتها المرحاض وحنفياّت الماء وبرميل كبيرللقمامة، وكانت الساحة مسيّجة لكي لا يخرج الاولاد الى الشارع!
أمّا الطابق الثاني فكان فيه غرفتا دراسة، واحدة لصغار السنّ من عمر الخامسة ألى الحادية عشر والثانية للأكبر سنّا من عمر الثانية عشر الى السابعة عشر، وكان الصف الّذي سوف اعلّمه ثلاثة في واحد، أي أنّ المستويات فيه ثلاث وهي الصف الرابع والخامس والسادس وكان عليّ أن أعلّم كل مجموعة حسب العمر، وكان عددُ تلاميذِ ذلك الصف واحدا وثلاثين تلميذا !
صعدت مع السيد غورو الى الطابق الثاني وقابلت المعلّم الأستاذ رشيد ولقبه الشيخ رشيد، وكان ممتلئ الجسم أحمرالخدّين، وكان يقوم بتعليم الصفّين منذ استقالة المعلّم الآخر، فأنّ المدرسة كانت قائمة على معلّمين فقط، سليم الّذي استقال ورشيد الّذي أنظر اليه أمامي، والآن أصبحت المدرسة قائمة على رشيد وأنا!
وقلت لغورو أنّ من الأفضل لي أن أعلّم في المدارس الحكوميّة فتعكّر مزاجه وأخبرني انّهم في وضع حسّاس ولا يريدون أن يخسروا التلاميذ أذا استمر الوضع بمعلّم واحد، وأنّه كان معتمدا على الله وعليّ في رأبِ هذا الصدع بسرعة، فوافقت على مضض وأخبرته أنّني قد اانتقل الى الوظيفة الحكومية في السنة القادمة فلم يعترض!
بعدها ذهبت مع غورو الى منجرة صديقنا محمد بوعكّز خال جميلة بوحيرد، الّذي احتفى كثيرا برؤيتي وسألني عن ابي الفهد وحزن كثيرا عندما علم أنّه لن يرجع الى الجزائر، وكانت ثلاثة من حقائب سفرنا عنده في المحل كما تركناها عندما سافرنا الى مالي، وقلت له أنني سوف أشحنها الى فهمي بعد أن أتأكّد أنّه رجع الى القدس، وهذا ما حصل فقد وصل فهمي الى القدس بعد وصولي الى الجزائر العاصمة بثلاثة شهور، وطبعا تواصلنا بالرسائل من جديد واوصلني السيّد أحمد غورو الى البريد المركزي حيث شحنت الحقائب الى فهمي عن طريق البحر وهو أرخص وسائل الشحن، فوصلت بعد ثلاثة أسابيع، وانتهيت من تلك المشكلة وكما يقال، كان الله بالسر عليما!
في اليوم التالي بدأت بالتعليم وكان التلاميذ خليطا من مختلف الأعمار، وكان في الصف اربعة وعشرون من الأولاد وسبع بنات، وكان الجميع من ابناء وبنات حي (بلكور) الّذي تقع فيه المدرسة ودورهم جميعا قريبة من المدرسة. وكنت أقسّم الوقت بحيث أعطي درسا لكلّ مجموعة ثمّ أشغلهم بالكتابة عن الموضوع الّذي بحثناه ثم أشرح درسا للمجموعة الثانية، وبعدها أعود للمجموعة الأولى وأتفحّص أجاباتهم، ولم يكن ذلك سهلا ولكنه كان ضروريّا للوصول الى افضل النتائج الممكنة.
وبعد انتهاء ذلك اليوم كنت مجهدا ونزلت الى غرفتي وأخذت أعدّ كوبا من الشاي، فسمعت طرقا على الباب وكان الطارق شابّا عرّفني على نفسه بأنّه معلّم فلسطيني من غزة يعمل في مدرسة حكوميّة واسمه زكي مصبّح ، وقال أنّه اشتغل في المدرسة المرشدة في اوّل صيف قضاه في الجزائر واصبح صديقا للمعلّمين والطلاب، فرحبت به وشربنا الشاي معا وانتهى الأمر بأن أصبحنا صديقين، فكنا نذهب معا في عطلة اخر الأسبوع لنتجوّل في وسط البلد ونزور الكثير من المكتبات حيث كنت أشتري الكتب والمجلاّت للقراءة والتسلية، وكنت أرسل الكتب بعد أن أقرأها بالبريد الى العزيز فهمي في القدس، وأذكر منها كتاب ألأغاني للأصبهاني من عشرين جزءا، وكتاب صبح الأعشى للقلقشندي من أحد عشر جزءا!
والبقية تأتي بأذن الله
د. فيصل الخطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://lutfiyassini.palestinefreedom.net
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 1556
تاريخ التسجيل : 26/03/2012
العمر : 101
الموقع : http://lutfiyassini.palestinefreedom.net

في المدرسة المرشدة! / د. فيصل الخطيب Empty
مُساهمةموضوع: رد: في المدرسة المرشدة! / د. فيصل الخطيب   في المدرسة المرشدة! / د. فيصل الخطيب Icon_minitimeالسبت مايو 07, 2022 5:15 am

اقف اجلالا لعبق حروفك وابحارك في مكنونات
الذات الانسانية فاجدني عاجزا عن الرد حيث
تسمرت الحروف على الشفاه جزيل شكري وتقديري
لما سطرت يداك المباركتان من حروف ذهبية
دمت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://lutfiyassini.palestinefreedom.net
 
في المدرسة المرشدة! / د. فيصل الخطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جمهورية بيروبيجان / اختيار الاستاذ الاديب فيصل الخطيب
» مقال بعنوان / خصائص المدرسة العسكرية المحمدية ( الحلقة الأولى ) من المجلة النقشبندية
» موضوع بعنوان / خصائص المدرسة العسكرية المحمدية الحلقة الثانية من المجلة النقشبندية
» موضوع بعنوان/ خصائص المدرسة العسكرية المحمدية -الحلقة الثالثة من المجلة النقشبندية
» موضوع بعنوان/خصائص المدرسة العسكرية المحمدية الحلقة الرابعة من المجلة النقشبندية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شاعر فلسطين الحاج لطفي الياسيني :: منتدى الحوار-
انتقل الى: