أَبي وكيف أَنْساك
الشاعر خالد اغباريه
الْيَوْمَ يَكْتَمِلُ الْعامُ التاسع
عَلى فِراقِكَ أَبي
وَما زِلْتُ...
أَتَنَهَّدُ وَلكِنْ بِصَمْت
أَبْكي خَلْفَ ذلِكَ الصَّمْت
آهاتٌ وَزَفَراتٌ في داخِلي
الصَّمْتُ يَقْتُلُني
أَبْحَثُ بِصَمْتٍ عَمَّا يُلَمْلِمُني
ما أَصْعَبَ أَنْ تَجْرَحَكَ نُفوسٌ مُتَمَرِّدَة
وَتُشْعِلَ لَوْعَةَ الأَلَم الْمُتَناثِر
أَيا مَسائي ..
خُذْ مِنَ السُّكونِ وِساماً لَكَ
وَلا تَغْتالَ صَمْتي ..
بِأَهازيجِكَ البائِسَة
فَإِنَّ نِجْمَتي تَأْبى الظُّهور
يَتَعَثرُ ضوءُها
عَلى عَتَباتِ الْغَيْم
وَكَأَنَّ فَقْداً يُسامِرُ روحي
فَكَمْ أَتوقُ لِقاءً سَرْمَدِيّاً
يا أَبَتاه ..
بَعيداً مِن حَيْثُ الأَوْجاعِ حَتْف
فَالْحَياةُ تَكْتَظُّ بِنا ..
وَنَمْتَلِئُ بِها ..
فَما أَجْمَلَ الْحَياةَ بِرِفْقَتِكُم
فَلا أَجِدُ لِنَفْسي مَرْفَأً
فَقَدْ تَلاشَتْ عِنْدَ إِشْراقَةِ الشَّمْس
فَمَتى الِّلقاءُ أَبي ؟
وَمَتى يَبْقى لِلسُّكونِ سكون ..
فَلَقَدْ رَحَلْتَ عَنِّي ..
وَكَمْ صَرَخْتُ مِن آهات !
أَبي لَنْ أَنْساكَ
قَدْ رَحَلْتَ وَلكِنْ بِداخِلي ذِكْراك
وَلا يَأْسَ في قاموسي
فَلِقاؤُنا هُناك
حَيْثُ الْعَيْشُ السَّرْمَدِي
فَاللّهُمَّ اجْعَلْ لُقْيانا الْجّنَّةَ وَمَنْ نُحِب
2010\12\26 --2019\12\26