(صباحُ الخيرِ يا أُماه ... أُلقيها بذكراها)
قصيدة رثاء لأبنة يافا البارة والدتي
للشاعر د. أمين المومني
صباحُ الخيرِ يا أُماهُ ...
يا أحلى نساء الأرض مذ حلَّتْ بدنياها
صباحُ الخيرِ يا عطراً ...
يثيرُ الطيبَ في طياتِ أيامي ...
و أحلامي ...
ويا صدراً أداوي فيهِ أحزاني ...
و ألآمي
صباحُ الخيرِ أُلقيها بذكراها
فإن رحلتْ ..
فما زالت تَرُدّ بُنيَّ .. إحداها
فأُمي منذ أن رحلتُ ... تراني
وعيني منذ أن رحلت ... تراها
أراها في عيون الصمت ..
في أركان مملكتي ...
فكم مسَّتْ يداها
أراها في مراياها ...
بقايا من بقاياها ...
وفي صفحات أوراقٍ طواها منْ بها باهى
أراها في دمي نبضاً ...
أراها مع نجوم الليل ساهرة ..
مثل البدر تلقاني ... و ألقاها
أراها كلما أغمضتُ عيني
أراها مثلما كانت .. أراها
أراها في عيون الفجْرِ ...
تدعو بســـم مولاها
أراها في سجودي .. كلما التهبت شفاهي في دعائي
أراها كلما إرتفعت يدايَّ في رجائي
أراها كلما إنهمرتْ دموعي حين أذكرها
وما قلبي بيومٍ قد سـلاها
أراها في عبيرِ الوردِ .. في جناتِ مثواها
أراها في عيوني كلما نظرت عيوني في مداها
فأُمي منذُ أن نطقت شفاهي
بَنتْ في نهر أوردتي إلاها
هو الله الذي أدعوهُ دوماً
بأنَّ رياض جنته جزاها .