قصه قصيره
الورد والزنبق
تناول البستاني ادواته ودخل الى الحديقه لرعاية الزهور والنباتات وعمل ما يلزم من سقايه وتقليم وتعشيب كعادته كل يوم.
لبس قفازاته وحمل مقصه واتجه نحو شجرة من ورد الجوري كانت تحتاج الى تهذيب وتقليم.
اثناء تقدمه نحوها سمع ضحك وقهقهه صادر من زهرة الزنبق وهي توجه كلامها لزهرة الجوري : انظري لهذا البستاني كيف اقبل عليك وكانه جاء ليحارب ، انظري الى تلك القفازات وذلك المقص، هكذا انت قاسيه وصعب على الناس التعامل معك والوصوا اليك والاستمتاع بك بسبب هذه الاشواك التي تملأ ساقك واغصانك.
نظرت اليها الجوريه باعتزاز وشموخ وقالت : نعم هكذا انا فمن يفكر بالاقتراب مني للهو والعبث فهذه الاشواك سوف ترده ، انا لا اكون ولا ينالني الا من استعد لقطفي بفكره وادواته فاكون له بكل جمالي ورائحتي فاسعده ويقدرني لانه تعب حتى استطاع الوصول الي ،اما انت فانظري الى نفسك، انت حقا جميله ولكن الوصول اليك سهل ، لذلك ارى العابثين والمستهترين يقطفونك، يشمون رائحتك الجميله مره او مرتين ثم يرمونك على الطريق عرضه للاهانه والاهمال ولا اعتقد ان احدا سيفكر في اعطائك اي اهتمام بعد ذلك الا ان يكون فيه عيب فيكتفي بما القاه الاخرين .
هنا تدخل البستاني وقال : لا تختصموا يا أحبائي، كلتاكما جميل ولكل منكما من يقدره . الورد له محبين ومعجبين وكذلك الزنبق ،لكن الورد دكان له اقفال للحرص والاطمئنان ولا يمكن الوصول اليه الا عن طريق البائع وامام الناس وفي وضح النهار، اما الزنبق فهو دكان مفتوح يعتمد على اخلاق وامانة مرتاديه وعلى مدى حبهم له وتمسكهم به ولكنها ايضا فرصه للصوص والمتسكعين. ثم تركهم وبدا عمله.
خالد الياسين حمارشه